قال وزير الداخلية في الحكومة الليبية، اللواء عصام أبوزريبة، إنه لا يمكن تنظيم هذا الاستحقاق قبل توحيد السلطة في البلاد.
وأضاف أبوزريبة، في حوار لـ”اندبندنت عربية” أن “إجراء الانتخابات في هذا العام هدف صعب المنال”، وهو ما يبدد التفاؤل الذي يحيط بتحركات الفرقاء في ليبيا في الآونة الأخيرة بهدف كسر الجمود السياسي المستمر منذ انهيار العملية الانتخابية في 24 ديسمبر 2021.
وحول الوضع الأمني في ليبيا وإمكان إجراء الانتخابات قال اللواء أبوزريبة إن “الوضع في المنطقة الجنوبية والمنطقة الشرقية يختلف عن المنطقة الغربية، حيث يسود الأمن في الشرق والجنوب، إذ هناك مؤسسة أمنية وعسكرية موحدة والوضع تحت السيطرة الكاملة”.
وأكد أبوزريبة أن “المؤسسة الأمنية تؤدي عملها على أحسن وجه في المنطقتين الشرقية والجنوبية، قائلاً، “نحن نقوم بمداهمات في بنغازي مثلاً في مناطق كان يصعب اقتحامها لترويج المخدرات وغيرها لكننا نجحنا اليوم في فرض الأمن فيها”.
وشدد على أن “المنطقتين الجنوبية والشرقية تشهدان ظروفاً تساعد على إجراء الانتخابات لكن طالما لا توجد سلطة موحدة لا يمكن إجراؤها، فتلك معضلة حقيقية فرضت نفسها كأمر واقع” لافتاً إلى أنه “لا سيطرة لوزارة الداخلية على المنطقة الغربية”، مستدركاً “أتحدى وزير الداخلية هناك إذا كان بإمكانه التنقل خارج طرابلس من دون حماية من الميليشيات التي ينسق معها”.
وقال أبوزريبة إن “الدبيبة حاول إجراء انتخابات بلدية في منطقة زلة غرب البلاد لكنه فشل، فهل تعليمات حكومته نافذة في المنطقتين الشرقية والغربية؟ لا طبعاً، يجب وضع سلطة موحدة أولاً من أجل إجراء الانتخابات”.
وأردف وزير الداخلية بحكومة الاستقرار الوطني أن “وزير الداخلية بالمنطقة الغربية لا يمكنه تغيير مدراء الأمن، في حين الوضع يختلف في المنطقة الشرقية والجنوبية التي فيها مؤسسات قائمة ولا وجود لميليشيات”.
ولفت أبوزريبة إلى أنه “يجب أن نتعامل مع الأمر الواقع اليوم في ظل وجود حكومة الاستقرار الوطني وحكومة الوحدة المنتهية ولايتها، طالما لم يتم توحيد الحكومة، فإن الانتخابات يبقى مصيرها مجهولاً” مشيراً إلى أنه “في النهاية جميعنا ليبيون، لا نريد دخول الحكومة بإسالة الدماء، لذلك نريد دخولاً سلمياً إلى طرابلس أو تشكيل حكومة موحدة تبسط سيطرتها على جميع أنحاء البلاد”.
واعتبر أن “الاستعداد للانتخابات يتطلب وقتاً وترتيبات، وهذا الاستحقاق صعب جداً الالتزام بإجرائه هذا العام، لأن ذلك يحتم أولاً ضرورة توحيد المؤسسات وتسجيل الناخبين ووضع قانون الانتخابات بين البرلمان ومجلس الدولة، ولا بد من فترة زمنية وما بقي هذا العام لا يكفي”.
وقال اللواء أبوزريبة إنه “كان لنا اعتراض على الاجتماع والتصريحات التي أفرزته بأن وزارة الداخلية أفادت بالاستعداد التام للانتخابات، كيف تأخذ معلومات من شخص لا يسيطر سوى على رقعة جغرافية معينة؟”.
وأضاف “هل تأكد المبعوث الأممي من الوضع الأمني في الجنوب والشرق؟ هو يدرك أن ليبيا منقسمة الآن، وأن حكومة الوحدة الوطنية لا تستطيع تجاوز مصراتة من الشرق ومنطقة جنزور”، وتابع “هل يستطيع الطرابلسي إيصال صناديق الاقتراع إلى أماكنها؟ كان الأجدى بالبعثة التنسيق معنا باعتبار أننا نسيطر على الوضع في المنطقتين الشرقية والجنوبية”.