عبد الغني دياب- وكالة AAC الإخبارية
ما أن أعلن التلفزيون الرسمي التشادي عن مقتل الرئيس إدريس ديبي متأثرا بإصابة على جبهة القتال، حتى بدأت التساؤلات تتصاعد حول مدى تأثر الجنوب الليبي بهذه الصراعات القريبة من الشريط الحدودي بين البلدين.
ويرى مراقبون أن هذه الخطوة ربما تكون في صالح الجنوب الليبي جزئيا، أو على المستوى القريب، حيث أن المجموعات المسلحة التشادية التي تعتدى على التراب الليبي أو تدخل تشاد لتنفيذ عمليات ثم تعود للمنطقة الحدودية ستنحسب للداخل.
ويتوقع القائلون بهذه الرؤية مواجهات مباشرة ومفتوحة بين الجيش التشادي، والمجموعات المتمردة المعارضة لحكم الرئيس الراحل.
ويعزز هذه الرؤية إعلان الجيش التشادي عن تعيين مجلس عسكري انتقالي لإدارة البلاد بقيادة نجل الرئيس إدريس ديبي. وفي المقابل يرى آخرون أن هذه المنطقة ستكون موطنا لصراع ممتد بين الحكومة المركزية، والمعارضة المسلحة، وهو ما قد يؤثر على الجنوب الليبي الذي يعاني من تراجعا أمنيا كبيرا.
وتعليقا على الحادث قال الصحفي الليبي علي أوحيدة، في سلسلة تغريدات له عبر تويتر إن “مصرع الرئيس ادريس دبي في تشاد ستكون له عواقب كبيرة جدا في ليبيا المواجهة الخفية بين القوى الأجنبية إيطاليا فرنسا تركيا”.
وأضاف: “الذي لا يفهم ما يجري في تشاد والنيجر ومنطقة الساحل عموما،، لن يفهم ما يجري في ليبيا”.
وتابع: ” إدريس ديبي الرجل الذي تخاصم وتصالح مع الليبيين طيلة أكثر من ثلاثين عاما .وقام بطرد حسين حبري، وعقد صفقات مع القذافي . انهكته المعارضة التشادية المتمركزة في جنوب ليبيا والتي استفادت من شبكات وخيوط صراع إيطاليا وفرنسا، ومؤخرا تركيا في المنطقة”.
وقبل ساعات أظهرت النتائج الأولية للانتخابات الرئاسية التي جرت في البلاد فوز ديبي، بولاية سادسة، بعدما حصل على 79.3% من الأصوات.
وقالت وسائل إعلام محلية إن نسبة المشاركة في الانتخابات الرئاسية الأخيرة وصلت إلى 64.81%، أي ما يعادل أربعة ملايين و618 ألفا و733 صوتًا.
وأجريت الانتخابات في أجواء متوترة بين الحكومة والجماعات المسلحة، بعدما هاجمت “جبهة التغيير والوفاق” المتمردة المتمركزة على الحدود الشمالية نقطة حدودية يوم الانتخابات ودعوتها إلى إنهاء رئاسة ديبي.
يذكر أن المتحدث باسم الجيش التشادي عظيم برمينداو أجونا، أعلن في وقت سابق أن قوات الحكومة قتلت نحو 300 مسلح وألقت القبض على 150، السبت الماضي، في إقليم كانم على بعد نحو 300 كيلومتر من العاصمة إنجامينا، مشيرا إلى مقتل خمسة جنود حكوميين وإصابة 36 آخرين.