متابعات- وكالة AAC NEWS
ما بين غزو مسلح في ليبيا والصومال، وناعم في بقية الدول الأفريقية تسعى تركيا للتوغل والسيطرة على ثروات القارة البكر، إذ سلطت صحيفة «فايننشال تايمز» البريطانية في تقريراً لها، اليوم الاثنين الضوء على التحركات التركية بأفريقيا.
وقالت الصحيفة إن النظام التركي يتوغل في أفريقيا بشكل خطير، ووصفت ما يحدث بـ«لعبة أردوغان العظيمة» عن طريق الجنود والجواسيس والمال، في إطار سعي تركيا إلى فرض السلطة والنفوذ في القارة السمراء.
وكشفت الصحيفة في تقريرها كيف تسيطر تركيا على أفريقيا من خلال وسائل عديدة، منها الملسلسلات التركية، حيث يتصارع زوجان إثيوبيان في حانة فندق في أديس أبابا،على ريموت التلفاز، حيث يريد الزوج نشرة الأخبار بينما تريد الزوجة مسلسل تلفزيوني تركي مدبلج باللغة الأمهرية.
ويعد نجاح المسلسلات التركية في إثيوبيا علامة صغيرة ولكنها معبرة عن نفوذ أنقرة المتزايد في المنطقة. وحسب «فايننشال تايمز»، يقول الخبراء إن الجهود المبذولة في القوة الناعمة تهدف إلى مواجهة نفوذ المنافسين الخليجيين مثل المملكة العربية السعودية والإمارات العربية المتحدة، وكذلك الولايات المتحدة وفرنسا والصين وروسيا.
وفي ذلك الوقت الذي تنهار فيه الإمبراطورية العثمانية، تجاهلت تركيا إلى حد كبير إفريقيا واختار حكامها التركيز على أوروبا بدلاً من ذلك. إلا أن أردوغان على مدى السنوات الخمسة عشر الماضية، قاد تركيا لإحياء علاقاتها مع القارة السمراء، ومنذ عام 2009 زادت تركيا من عدد سفاراتها في إفريقيا من 12 إلى 42، وكان أردوغان زائرًا متكررًا، حيث قام برحلات إلى أكثر من 20 عاصمة أفريقية.
وقال أردوغان في أكتوبر الماضي، إن الأتراك والأفارقة «مُقدر لهم أن يكونوا شركاء». لقد وضع هدفًا لمضاعفة حجم تجارة تركيا مع إفريقيا إلى 50 مليار دولار في السنوات المقبلة، أي ما يقرب من ثلث تجارتها الحالية مع الاتحاد الأوروبي.