قال جمال الفلاح رئيس المنظمة الليبية للتنمية السياسية، إن الحديث عن رفع الدعم في ظل هذه الظروف السياسية والاقتصادية والأمنية وحتى الاجتماعية الهشة المنهارة وكأنه هو زيادة في معاناة الشعب الليبي وبالأخص الشريحة العظمى وهي تحت المتوسطة مضيفا أن سياسة رفع الدعم تقلل من تهريب المحروقات التي تكبد الدولة مليارات الدولارات وقدرت عملية التهريب سنوياً مابين 2 إلى 4 مليار سنوياً خسائر التهريب
وذكر الفلاح في تصريحات خاصة لـ” وكالة وسط ” أن التهريب يظهر ضعف وهشاشة السلطات الحالية سواء من الناحية الأمنية أو حتى السيطرة السياسية وكذلك يعكس بأن من يهرب المحروقات بهذه الأرقام ليسوا المواطنيين العاديين بل أناس متنفذين في هذه السلطات وبالتالي رفع الدعم في ظل سلطات منهارة ومتشبعة بالفساد هو فقط عقاب للمواطنيين البسطاء.
واضاف أن” من يهرب المحروقات أصحاب نفوذ وفي ظل فساد وهشاشة الوضع الأمني والسياسي وضعف القضاء والأجهزة الرقابية سوف تستغل نفس الطبقة الفاسدة في رفع جميع الأسعار بحجة ارتفاع تكلفة النقل وهنا سوف يطحن المواطن بقدر ما هو مطحون ولا تستطيع الرقابة أو أجهزتها في السيطرة على الارتفاع ورفع الدفع في ظل الوضع الحالي وهذا الفساد وعجز الدولة هو ذبح للمواطن والحديث عن رفع الدعم الآن خطوة انتحارية قد تفجر الوضع“.
وأشار أن هنالك قرابة 2 مليون ونصف الأن تحت خطر الفقر وفق تقرير اللجنة الإنسانية التابعة لبعثة الأمم المتحدة للدعم في ليبيا ونتيجة زيادة في التضخم في البلاد عجزت عدد من المواطنين عن توفير قوت يومهم فما بالك اليوم برفع الدعم عن المحروقات واستغلاله من تجار الأزمات والحرب برفع جميع الأسعار يكون الوضع هو الانتحار بالنسبة لجميع السلطات لذلك هذا الأمر يحتاج إلى دولة قائمة بكل مؤسساتها مسيطرة قوية وليس دولة فاشلة مسؤوليها رعاة للفساد