رحمة نصر – متابعات – وكالة AAC NEWS
تسعى تركيا جاهدة لاختراق بعض الساحات التي تشهد توترات في وسط آسيا كما هو الحال مع ملفات أخرى وذلك في إطار العقلية التركية المبنية على الهيمنة والتوسع وفرض النفوذ.
وتتطلع تركيا إلى التأثير في الملف الأفغاني لكن هذه المرة عبر بوابة المساعدات وتقديم المشاريع في البنية التحتية وليس فقط عبر تواجدها العسكري ضمن قوات حلف الناتو او من خلال دعم التيارات الإسلامية القريبة منها والتي لها بعض الامتدادات في أفغانستان.
وتستخدم تركيا قواها الناعمة في محاولة التأثير في المجتمعات الاسياوية من بينها المجتمع الأفغاني المتنوع وهو ما سيفتح لها فرصة للتدخل الى وسط اسيا الذي سيشكل مجالا حيويا لأنقرة.
وفي هذا الصدد قال وزير النقل والبنية التحتية التركي عادل قره إسماعيل أوغلو، إن بلاده ستقدم الدعم اللازم لأفغانستان في مشاريع النقل والبنية التحتية مؤكدا أن الدعم المقدم سيكون في إطار مذكرة التفاهم المقرر توقيعها الخميس، بين البلدين بخصوص التعاون في أنشطة البحث وتطوير الطرق البرية وسكك الحديد والنقل الجوي.
وقامت تركيا بالتقاط دعوات إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن الى اعادة النظر في اتفاق السلام مع طالبان لكي تقوم بدورها بتعديل مواقفها خاصة وان البرلمان التركي، وافق خلال الشهر الحالي على المذكرة الرئاسية بشأن تمديد مهام القوات العاملة في أفغانستان، 18 شهرا.
وفي 2019 شدد الرئيس التركي رجب طيب ادروغان على أن بلاده ستقدم الدعم اللازم لدحر تنظيم داعش الإرهابي في أفغانستان وهو ما يشير إلى أن تركيا تستغل كل الأزمات في محاولة الهيمنة بعيدا عن الناتو الذي شكل دائما الهيكل الذي تعمل من خلاله أنقرة في نشاطها العسكري الخارجي.
وتحاول تركيا منافسة القوة الإقليمية المجاورة التي تورطت في السنوات الماضية في دعم مختلف اطراف النزاع في افغانستان وذلك لاحراج الولايات المتحدة حيث تحدثت عدة تقارير عن دور إيراني في تسلح جماعات مرتبطة بحركة طالبان.
ولا تريد تركيا ان تفسح المجال أمام قوى أخرى في منطقة تعتبرها حيوية لها ولكن في المقابل ستجد أنقرة صعوبات جمة في افغانستان فالبلد لا يزال يعيش حالة اضطراب كبرى رغم جهود السلام المبذولة وهو امر لا يمكن من خلاله تحقيق تنمية مستدامة في ارض رخوة ومتحركة.
كما لا يمكن لتركيا ان توسع نفوذها في الساحة الافغانية في ظل خلافات مع الجانب الأميركي خاصة وان إدارة بايدن ابدت قلقها من التدخلات التركية في عدد من الساحات.
ولكن ورغم كل تلك التحديات لا تزال تركيا مصرة على مواقفها في محاولة الهيمنة المبنية اساسا على عقلية عثمانية قديمة