طالب العاهل السعودي الملك سلمان بن عبد العزيز، المجتمع الدولي بالتحرك واتخاذ موقف حازم ضد إيران، في وقت تخشى المملكة أن يعيد الرئيس الأمريكي المنتخب جو بايدن إحياء الاتفاق النووي مع طهران وتخفيف العقوبات عليها.
وقال الملك سلمان في خطابه السنوي أمام مجلس الشورى عبر تقنية الفيديو «المملكة تؤكد على خطورة مشروع النظام الإيراني الإقليمي وتدخله في الدول ودعمه للإرهاب والتطرف وتأجيج نيران الطائفية من خلال أذرعه المختلفة».
وأضاف في خطاب بُث صباح الخميس أنّ السعودية «تنادي بضرورة اتخاذ موقف حازم من قبل المجتمع الدولي تجاهه يضمن معالجة جذرية لسعي النظام الإيراني للحصول على أسلحة الدمار الشامل وتطوير برنامجه للصواريخ البالستية وتدخلاته في الشؤون الداخلية للدول الأخرى ورعايته للإرهاب وتهديده للسلم والأمن الدوليين».
وتخوض المملكة وإيران صراع نفوذ إقليمي منذ عقود.
ويقول محللون إنّ المملكة تشعر بالقلق من أن تسعى إدارة بايدن للعودة الى الاتفاق النووي الذي انسحب منه دونالد ترامب، وتخفّف العقوبات على طهران، وتتبّع سياسة متشدّدة تجاه مسألة حقوق الإنسان التي غض الرئيس الجمهوري النظر عنها.
وكانت المملكة أول دولة أجنبية يزورها ترامب بعيد انتخابه في مايو 2017، وأقام مع قادتها علاقات وطيدة.
وتتناقض علاقات ترامب هذه مع المملكة ودول الخليج الثرية الأخرى مع العلاقة الفاترة التي ربطت هذه البلدان الغنية بالنفط بسلفه باراك أوباما الذي أثار بإبرامه اتفاقا مع إيران حول ملفها النووي مخاوف السعودية وجيرانها.
وكان بايدن نائبا لأوباما طوال ولايتيه الرئاسيتين.
واتهم الملك السعودي في خطابه إيران مجددا بدعم المتمردين الحوثيين في اليمن حيث تقود المملكة تحالفا عسكريا دعما لحكومة معترف بها دوليا.
وقال إنّ المملكة «تدين ميليشيا الحوثي الإرهابية المدعومة من النظام الإيراني، بانتهاكها القوانين الدولية والقواعد العرفية بإطلاق طائرات مفخخة من دون طيار، وصواريخ بالستية باتجاه المدنيين في المملكة، بطريقة متعمدة وممنهجة».
كما أكّد على استمرار وقوف المملكة «إلى جانب الشعب الفلسطيني لإقامة دولته المستقلة وعاصمتها القدس الشرقية»، من دون أن يتطرّق إلى اتفاقات التطبيع الأخيرة بين إسرائيل وكل من الإمارات والبحرين والسودان.
وتؤكد الرياض أنّها لن تطبع العلاقات مع الدولة العبرية قبل تحقيق تقدم على مسار التفاوض الإسرائيلي الفلسطيني، رغم وجود مؤشرات تقارب بينها وبين إسرائيل.