ليبيا

المليشيات تقلب الطاولة على الدبيبة

خاص- وكالة AAC الإخبارية

وضعت المليشيات المسلحة وعلى رأسها ما تعرف بـ«بركان الغضب»، رئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، في موقف لا يحسد عليه، بعد أن حاصرته بأفعالها المتهورة وتجاوزت صلاحياتها وخطوطها التي حددها القانون وخارطة الطريق التي تتبنها الأمم المتحدة بدعم دولي وإقليمي واسع، وأصبحت تتحرك دون قيد أوشرط بل ارتكبت أيضا أفعالا تتطلب محاسبة وزير الدفاع ذاته الذي يحتفظ به الدبيبة لنفسه، لأنه المسؤول عن هذه المجموعات المسلحة التي تتبع بعضها وزارة الدفاع والبعض الآخر يتبع وزارة الداخلية ضمن سياسة حل ودمج وضم تلك المجموعات إلى المؤسسات الرسمية.

وتساءل عدد من النشطاء عبر مواقع التواصل الاجتماعي، عن وضع وزير الدفاع ورئيس أركانه الذي نصبهُ الدبيبة خارج خارطة الطريق وبعيدا عن لجنة 5+5، محمد الحداد- المحسوب على الجماعات المسلحة- من ممارسات المليشيات المسلحة التي اتفرط عقدها من يد رئيس الحكومة قبل أن يمسك به، بعد أن حاصرت مقر المجلس الرئاسي بفندق «كورنثيا» بالعاصمة الليبية طرابلس، مساء الجمعة الماضي، للضغط على الدكتور محمد المنفي، للتراجع عن تكليف حسين العائب برئاسة المخابرات العامة واستمرار المليشياوي عماد الطرابلسي في منصبه كرئيس للجهاز، وإقالة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش.

خارج المشهد

وفي المقابل، يشهد أغلب التراب الليبي استقرارا بفضل سيطرة الجيش النظامي الذي يقوده المشير خليفة حفتر، حيث اعترف الدبيبة بهذه الحقيقة حلال حواره مع قناة الجزيرة القطرية، قبل أيام، قائلا:” لم أرى مرتزقة في سرت، كما أن القيادة العامة للقوات المسلحة لم تمنعني من دخول مدينة بنغازي”، مؤكدا أن سبب عدم انعقاد الاجتماع هناك هو وجود أخطاء لوجستية لا تتناسب مع الأهداف التي يتم السعي لتحقيقها”.

أما المشهد في العاصمة طرابلس، كان أكثر سوءا وأشد تمردا، بعد أن انقلبت المليشيات المتطرقة، التي تحكم قبضتها على مقاليد الأمور في العاصمة طرابلس، على رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، عقب الإطاحة بالمليشياوي عماد الطرابلسي من جهاز المخابرات، ومطالبة وزير الخارجية نجلاء المنقوش بخروج المرتزقة من ليبيا، مؤكدين أن سيواجهون أي تحركات بالرصاص.

تمرد معلن

وعلى الفور، حاصرت المليشيات المسلحة، مساء الجمعة الماضي، مقر المجلس الرئاسي بفندق «كورنثيا» بالعاصمة الليبية طرابلس، للضغط على المنفي، للتراجع عن تكليف حسين العائب برئاسة المخابرات العامة واستمرار المليشياوي عماد الطرابلسي في منصبه كرئيس للجهاز، فضلا عن إقالة وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش.

وفي الوقت ذاته، أصدرت عناصر قالت إنها تتبع جهاز المخابرات الليبية، رفضت فيه قرار المجلس الرئاسي بشأن تعيين حسين العائب رئيسا لجهاز المخابرات خلفا للمليشياوي عماد الطرابلسي، زاعمين أن العائب يتبع قائد الجيش المشير خليفة حفتر.

ويأتي ذلك وسط تداول أنباء عن رفض عماد الطرابلسي، تسليم مقر المخابرات للواء العائب، معتبرا أنه من الموالين للمشير خليفة حفتر، وأنه لن يسلمه لأي أحد ضد 17 فبراير، حسب حديثه في الاجتماع لقادة المليشيات من مصراتة وطرابلس والزاوية والزنتان، مساء الجمعة.

بيان صادم

وبحسب البيان الصادر عن العناصر الموالية للمليشياوي الطرابلسي، فإنهم زعموا أن البلاد تمر بمحاولات للقضاء على ثورة 17 فبراير من خلال تصريحات وزيرة الخارجية نجلاء المنقوش وما وصفوه بـ”محور الشور” – المشير خليفة حفتر القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية- الذي يسخر كل أمكانياته للسيطرة على الحكم بقوة وإرجاع ليبيا للحكم العسكري الذي رفضه الليبيون في 17 فبراير” على حد زعمهم.

وقال المدعون:” أننا كأعضاء جهاز المخابرات الليبية، من ضباط وضباط صف وموظفي وقيادات في “بركان الغضب” تابعين لجهاز المخابرات الليبية، نتابع التخبط الذي يفرضه المجلس الرئاسي على جهاز المخابرات الليبية وذلك من خلال تكليف أحد أعوان “حفتر” لسيطرة الرجمة على جهاز المخابرات في طرابلس.

وادعوا:” أن السيطرة تأتي من طريق تعيين حسين العائب رئيسا للجهاز، متابعين:”لما لدينا من معلومات تفيد بأنه تم تزكيته من قبل “حفتر” باتفاق مع الدكتور محمد المنفي رئيس المجلس الرئاسي”.

وتابعوا:” يجب على المجلس الرئاسي إلغاء ما يسمى بتكليف العائب من رئاسة جهاز المخابرات”، مهددين:” أن أيدينا على الزناد ضد الخونة واتباع المجرم حفتر، فأننا لن نسمح بهذا العبث من التصريحات التي صدرت عن وزيرة الخارجية الليبية والقرارات العشوائية التي تصدر عن المجلس الرئاسي بخصوص تكليف أعوان حفتر” على حد زعمهم.

وقالوا:” نؤكد على موقفنا الثابت في الدفاع عن ثورتنا ولن نفرط في دماء الشهداء” على حد ادعائهم.

تهديد مبطن

وقبيل الهجوم على مقر الفندق، زعم القيادي بمليشيات مصراتة محمد الحصان آمر مليشيا 166، أن حكومة الوحدة الوطنية رضخت لـ«حفتر»- القائد العام للقوات المسلحة العربية الليبية المشير خليفة حفتر- لأنه يُلقي بخصومه وكل من يُعارضه جثث في الشارع.

وقال محمد الحصان، في تصريحات نشرتها الصفحة الرسمية لـ«بركان الغضب» على «فيسبوك» إن الحكومة استبعدت «بركان الغضب» وفرضت شخصيات ليست فقط جدلية بل متورطة في دعم العدوان على طرابلس، على حد زعمه.

وادعى الحصان، أن الحكومة ستسمع صوتنا الذي لم تلتفت له وسترى على الأرض القوة التي حمت طرابلس وحمتها ودافعت عليها، على حد تعبيره.

وزعم عدد من العناصر، أنهم من جهاز المخابرات الليبية، وهم من قيادات المليشيات في مدن مصراتة والزاوية والزنتان وطرابلس من بينهم عماد الطرابلسي، رئيس الجهاز المقال.

مطالب بنقل مقر السلطة الجديدة إلى سرت

الأمر أثار حالة من الغضب داخل الأوساط الليبية، حتى خرجت أصوات تطالب بنقل مقر السلطة الجديدة، إلى مدينة سرت تحت مظلة الجيش الوطني الليبي بعيدا عن عبث المليشيات في طرابلس، حيث أكدت أم العز الفارسي، عضو ملتقى الحوار السياسي، إنها ترفض ما حدث من حصار مليشيات بركان الغضب، لفندق “كورثينا” في العاصمة الليبية طرابلس، الذي يتخذه المجلس الرئاسي مقراً لاجتماعاته.

وأوضحت أم العز الفارسي، عبر حسابها على موقع التواصل الاجتماعي “فيسبوك”:” ما يحدث من ضغوط مسلحة على السلطة التنفيذية بشقيها، يستدعي نقل مقرها إلى مكان آمن”.

وتابعت عضو ملتقى الحوار السياسي:” ربما تكون سرت الآن هي الأنسب لمباشرة جميع السلطات في البلاد لأعمالها بضمانات “5+5”.

واستطردت:” العبث الذي يحدث والمراوغات ومحاولات الترضية لا تصنع وطنا ولا تمنح السلطات القدرة على نفاذ سياسات تخدم مصالح المواطنين”.

القرار المفزع للمليشيات

وأصدر المجلس الرئاسي، في وقت سابق، قرار بتكليف حسين محمد خليفة العائب، بمهام رئيس جهاز المخابرات الليبية ، خلفا للمليشياوي عماد الطرابلسي.

وبحسب القرار رقم 17 لعام 2021، الذي نشرته الناطقة باسم المجلس نجوى وهيبة، على “تويتر”، فإن مادته الثانية تنص على أن “يعمل بهذا القرار من تاريخ صدوره ويلغى كل حكم يخالف أحكامه”.

وخلف “العائب” في منصبه الجديد عماد الطرابلسي الذي أصدر فائز السراج رئيس المجلس الرئاسى لحكومة الوفاق، المنتهية ولايته قرارا في سبتمبر الماضي بتكليفه، رئيسا للجهاز.

وتداولت مواقع وحسابات على مواقع التواصل، في 7 أبريل الماضي، أنباء تفيد بأن رئيس المجلس الرئاسي محمد المنفي، ورئيس حكومة الوحدة الوطنية عبدالحميد الدبيبة، اتفقا على إقالة عماد الطرابلسي من رئاسة جهاز المخابرات العامة وتعيين اللواء حسين العائب رئيساً للجهاز.

مطالب مشروعة

وكانت وزير الخارجية «نجلاء المنقوش»، قد عقدت مؤتمرا صحافيا، مشتركا مع وزير الخارجية التركي « مولود شاووش أوغلو»، الإثنين الماضي، عقب اللقاء مع رئيس حكومة الوحدة الوطنية.

ودعت المنقوش تركيا للتعاون  فيما يتعلق بتنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار ومخرجات مؤتمر برلين بما في ذلك إخراج القوات الأجنبية والمرتزقة من الأراضي الليبية في إطار دعم سيادة ليبيا.

زر الذهاب إلى الأعلى