خاص- وكالة AAC الإخبارية
رحلة تحول مثيرة للاهتمام خاضتها وزير الخارجية، نجلاء المنقوش، خلال الأشهر الماضية، بدأتها نبرة شعبوية حماسية عن السيادة الليبية، وضرورة احترامها من قبل دول العالم، والمنظمات الدولية، لتنتهي على طاولة اللئام وهي تعرض السيادة الليبية للبيع مقابل مصالح ذاتية، ولاستكمال الصفقة التي عقدتها مع عائلة الدبيبة لعرقلة الانتخابات المقبلة لخدمة طموحات عبد الحميد الدبيبة وأبناء عمومته مقابل البقاء في منصبها وزيرة للخارجية.
بعد مواقف متناقضة وتصريحات متضاربة، جاء لقاء الوزيرة التي ارتمت في أحضان ميليشيات الإخوان، مع قناة بي بي سي أحد أدوات القوة الناعمة لجهاز الاستخبارات البريطاني، لتداعب الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة الأمريكية من جديد بقضية طائرة لوكيربي.
مغازلة الأمريكان
بدلا من حسم الأمر والدفاع عن المصالح الليبية التي كلفت نجلاء المنقوش برعايتها وأقسمت على ذلك، استغلت الوزيرة لقائها مع القناة البريطانية لتقول إن ليبيا يمكن أن تعمل مع الولايات المتحدة على تسليم رجل مطلوب في تفجير طائرة لوكربي الذي وقع عام 1988، مؤكدة أنه هناك «نتائج إيجابية آتية» في قضية ضابط المخابرات الليبي السابق، أبو عجيلة محمد مسعود.
وعلى الرغم من مرور أكثر من ثلاثين عاما على الواقعة، وانتهاء القضية برمتها من النظر أمام المحاكم، وفق ما قاله وزير خارجية حكومة الوفاق، غير الشرعية المنتهية، محمد سيالة، إلا أن نجلاء المنقوش اختارت مغازلة الأوروبيين والأمريكان بالقضية من جديد، باستعراض إمكانية تسليم مواطن ليبي لقضاء دولة أجنبية ينزل فيه ما يشاء من عقاب، دون جريرة أو إثباتات حقيقية تؤيد تورطه في هذه الجريمة.
سيالة قال أيضا إن إحياء القضية يفتح على ليبيا «باب جهنم» مؤكدا أن ليبيا سوّت مع الولايات المتحدة والمملكة المتحدة قضية لوكربي بشكل كامل، وأن إغلاق القضية تم بعلم مجلس الأمن ومحاولة إحيائها يفتح على ليبيا “باب جهنم” للمطالبة بالتعويضات، في إشارة إلى عرض نجلاء المنقوش وزيرة الخارجية الحالية، تسليم أحد المطلوبين.
تعطيل الانتخابات
السبب الرئيسي في التطرق للقضية على هذا النحو من جديد، وفق مراقبون هو محاولة شراء سكوت المجتمع الدولي عن تعطيل الانتخابات المقررة في 24 ديسمبر المقبل، فحكومة عبد الحميد الدبيبة التي جاءت عن طريق الرشوة وشراء الذمم لن تتورع عن تسليم مواطن ليبي لتضمن البقاء في الحكم مدة أطول.
ويرى مراقبون أن التحولات التي عاشتها نجلاء المنقوش خلال السنوات العشر الماضية، تثبت إلى مدى تمتلك السيدة مبادئ برجماتية شخصية، ففي البداية سارت في ركاب حركة الاحتجاج التي خرجت في فبراير 2011، لتقدم نفسها كناشطة ملتزمة بتقاليد المجتمع الليبي، لكن سرعان ما جاءت التحولات بعد منحة دراسية في الجامعة الأمريكية.
تحولات مثيرة
التحول نفسه كان حاضرا في سجل نجلاء المنقوش، التي بدأت ولايتها مناضلة حنجورية تدافع بشراسة عن السيادة الليبية وتطالب بضرورة خروج المرتزقة الأجانب والمقاتلين من الأراضي الليبية بشكل كامل، لكن مع قرب موعد الانتخابات، بدأت الصفقات تدخل على خط المنقوش من جديد.
بعد الحديث المتكرر عن ضرورة خروج المرتزقة وإجراء الانتخابات، غيرت المنقوش جلدها من جديد لتقول في نفس اللقاء مع بي بي سي إن الانتخابات المقبلة قد تتسبب في حرب أهلية جديدة في ليبيا، لتساوى بين الأطراف المتصارعة في كافة البلاد، غير عابئة بمؤسسات وطنية مكلفة بحماية الدولة من البرلمان الشرعي، ومجموعات مسلحة فرضت نفسها على المشهد الليبي بقوة السلاح وبدعم من أطراف خارجية لا تجد هي غضاضة في التحالف معهم على حساب الوطن.
التزلف للعم سام
وفي هذا الصدد انتقد عضو مجلس النواب الليبي، جاب الله الشيباني، التصريحات والتحركات التي تقوم بها وزير الخارجية والتعاون الدولي نجلاء المنقوش في قضية تفجير لوكربي، معتبر أن ذلك نوعا من التزلف والتملق.
وقال «الشيباني»، في تدوينة له عبر فيسبوك، «حكومة تصريف الأعمال مهامها محدودة في الداخل الليبي تقتصر على الأمور ذات العلاقة بمصلحة المواطن الأمنية والغذائية والصحية والتعليمية والاجتماعية وغيرها».
أضاف «أما قضايا الخارج بعد سحب الثقة منها تؤول إلى الحكومة القادمة ولاسيما موضوع في منتهى الحساسية كقضية لوكربي التي تجاوزها الزمن».
واختتم حديثه منتقدا تصريحات الوزيرة حول حادث لوكربي، «الحديث عنها والنقاش فيها وعودتها للواجهة هو ضرب من ضروب التزلف والتملق للعم سام وبيع للوطن في سوق النخاسة».