العالم

خيانة أم انقلاب عسكري.. لماذا تواجد الرئيس التشادي على جبهة القتال قبيل موته؟

عبد الغني دياب- وكالة AAC  الإخبارية 

ما أن أعلن الجيش التشادي بالأمس عن مقتل قائده الأعلى ورئيس الدولة، الجنرال إدريس ديبي، حتى بدأت التساؤلات تتصاعد عن أسباب تواجد الرئيس الذي دخل لتوه في ولاية رئاسية جديدة على جبهة القتال، وهل كان ديبي يحمل السلاح في مقدمة جنوده لمواجهة المجموعات المسلحة في البلاد.

في بان الجيش التشادي الذي أعلن مقتل إدريس ديبي لم تتطرق المؤسسة العسكرية النظامية لهذه النقطة، فقط أعلنت عن مقتله أثناء المواجهة مع الإرهابيين، على حد وصفها، وقررت إعلان الطوارئ في البلاد وحل البرلمان.

قبل وفاة إدريس ديبي بأيام أعلنت حملته الانتخابية أنه توجه إلى “ساحة القتال كي ينضم إلى القوات التي تحارب الإرهابيين”.

وفي تلك الأثناء أعلن الجيش التشادي عن تمكنه من تدمير أرتال عسكرية تابعة لقوى المعارضة قادمة من ليبيا، مؤكدا مقتل أكثر من 300 مسلح.

ودارت الحرب بين الجيش والمتمردين لقرابة ثمانية أيام في شمال البلاد، وهو ما أسفر ايضا عن مقتل خمسة من الجنود.

وتقول تقارير إعلامية إن المتهم الرئيسي في مقتل الرئيس ديبي هي هم مجموعة تابعة لجبهة التغيير والوفاق في تشاد.

 وتشير المعلومات إلى أن هذه المجموعات توغلت في شمال تشاد قادمين من ليبيا مرورا بمنطقة “كانم” قبل الاقتراب من العاصمة، وفقا لما أعلنه الجيش التشادي.

وفي بيانه عن الأحداث ذاتها أكد الجيش التشادي، أن ديبي بالفعل كان يقود المواجهات العسكرية ضد المتمردين في الشمال، من موقع الاشتباكات خلال عطلة نهاية الأسبوع الماضي.

متى أصيب الرئيس؟

ويرى مراقبون أن هذه المعلومات تفيد بأن الرئيس ربما أصيب خلال المواجهات التي دارت خلال الأسبوع الماضي، إلا أنه بعد وفاته لم يجد الجيش سبيلا سوى الإعلان عن الوفاة، وتنصيب نجله رئيسا للمجلس الانتقالي.

 لكن تتناقض هذه الرواية مع ما حدث بعد إعلان فوز ديبي في الانتخابات الرئاسية الأخيرة، حيث انتشرت الدبابات على الفور حول القصر الرئاسي، وكان من المقرر أن يخاطب الرئيس الشعب، مساء الاثنين في ساحة الأمة، لكنه لم يحضر.

رائحة الخيانة

ونظرا لعدم إعلان عن مصابين آخرين مع الرئيس خصوصا على المستويات القيادية تثير الشكوك حول كيفية مقتل الرئيس، وهو ما يدعو بعض المحللين للقول بأن ما حدث أشبه بانقلاب عسكري.

 ويستدل القائلون بهذا الرأي بالإجراءات التي أقدم عليها الجيش إذ تقرر حل البرلمان والحكومة وإغلاق حدود البلاد وفرض حظر تجوال مع فترة انتقالية برئاسة الجنرال محمد ديبي لمدة 18 شهرا، وهي إجراءات تشبه عادة ما يحدث عقب الانقلابات العسكرية.

ويقول أصحاب هذه الرواية إنه ربما حدثت خيانة للرئيس ديبي أثناء القتال، لأنه من غير المعقول أن يعرض رئيس فاز لتوه برئاسته السادسة في بلد مضطرب كتشاد للخطر في مواجهة المتمردين بنفسه.

وعزز هذه الرواية ما قالته تقارير إعلامية بأن مشادة حدثت بين نجلي الرئيس الراحل، وصلت إلى حد إطلاق النار على بعضهما، حيث تفيد المعلومة بأن السفير زكريا إدريس ديبي الابن الأكبر للرئيس تبادل هو وشقيقه البالغ من العمر 37 عاما محمد إدريس ديبي إطلاق النار عقب وفاة ولادهما.

زر الذهاب إلى الأعلى