قال الدكتور “أحمد سيد أحمد ” خبير العلاقات الدولية بمركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، إن مفهوم المصالحة الوطنية الليبية تعني تحقيق التوافق بين أطياف الشعب الليبي وإزالة أسباب الانقسام بينهم، خاصة بين الشرق والغرب والجنوب، وتعني توحيد النسيج الوطني الليبي والتوافق على شكل النظام السياسي وتأتي بعد حالة الحرب التي شهدتها ليبيا بعد سقوط القذافي 2011.
وأشار “سيد” في تصريحات خاصة لـ” وكالة وسط ” أن تحقيق المصالحة يبدأ بتحقيق مفهوم العدالة الانتقالية ومحاسبة المتورطين في أعمال قتل لليبيين، وكل من تلوثت يده بدماء الليبيين، وبعد ذلك تأتي المرحلة التالية وهي تقرير مصير البلاد بمشاركة كل الأطراف دون إقصاء لطرف أو منطقة أو فصيل سياسي.
وأرجع “سيد” فشل كل اجتماعات المصالحة الوطنية، لعدم توفر شروط أربعة وهي تحقيق الشفافية والمحاسبة والعدالة الانتقالية وإنهاء الانقسام، وتلك الشروط الأربعة لم تتحقق في ظل تزايد الاستقطاب الخارجي والداخلي، خاصة أن أطراف في الغرب الليبي تستقوي بأطراف خارجية.
وذكر “سيد” أنه طالما لم يتم القضاء على الميليشيات في الغرب لن تتحقق المصالحة الوطنية، مضيفا أن المناخ الليبي غير مؤهل لتحقيق المصالحة، في ظل وجود تلك الميليشيات التي ترفض أي تسوية سياسية لأن ذلك يعد بداية النهاية لوجودها.
يأتي ذلك تعليقا على انتهاء الاجتماع الرابع للمصالحة الوطنية الليبية، بحضور المبعوث الأممي لحل الأزمة الليبية عبد الله باتيلي ووزير الخارجية الكونغولي وعبد الله اللافي النائب الأول لرئيس المجلس الرئاسي مسؤول ملف المصالحة وعدد آخر من القيادات، وقد أسفر الاجتماع عن الإعلان عن اجتماع جديد في سرت أبريل القادم..