ليبيا

محمد فتحي الشريف يكتب.. (برلين 2) كلام مكرر

الشعب الليبي على موعد جديد مع مؤتمر (برلين 2) الذي سيكون استكمالا لمؤتمر برلين الأول الذي أقر العملية السياسية الحالية، والتي تتعرض لعراقيل وتحديات كثيرة منها ملف المرتزقة وإصرار الجانب التركي على بقائه في الغرب ليكون ضمانة لمصالحه، على الرغم من أن جملة توصيات مؤتمر برلين الأول كانت كافية وحدها لإقرار عملية سياسية حقيقية، إذا تم الضغط الدولي في تنفيذها وخاصة ما يتعلق بالشق الأمني الذي تقوم به لجنة (5+5).

من وجهة نظري أن مؤتمر برلين الثاني ما هو إلا كلام مكرر ومضيعة للوقت، فليس المهم أن تصدر قرارا، ولكن المهم أن تنفذ ذلك القرار من خلال آليات واضحة، وهذا يجعلنا لا نعول على المؤتمر في تعافي الحالة الليبية، لأن التحديات الأساسية في المشهد الليبي تكمن في عدة أمور، أولها إخراج المرتزقة وتفكيك المجموعات المسلحة ووقف إطلاق النار والذهاب إلى مصالحة مجتمعية حقيقية، وتلك الأمور لم تشهد تقدما يجعلنا نشعر بالتفاؤل حتى الآن. 

بعيدا عن السياسية

اختلطت الأمور، وطمست الحقائق، وغاب الوعي، واندثرت التقاليد، وأصبحنا في قبضة الاستعمار الفكري الجديد، تلك كلمات مقتضبة تصف ما صار إليه شباب الأمة العربية، بعد أن اخترق غول “السوشيال ميديا” حياتنا، وأصبح الجميع في مرمى نيران تغييب الوعي والقضاء بشكل كامل على العادات والتقاليد والأخلاق، فما كنت ترفضه من سلوك بالأمس أصبح مقبولا بشكل كبير اليوم، فكما نقول في المأثور “المصيبة إذا عمت هانت وإذا خصت هالت”، نعم إن ما يحدث الآن ما هو إلا تخريب للعقول، وتمرير أفكار شيطانية تهدف إلى تغيير الهوية والنيل من كل الثوابت بشكل غير مسبوق، فأصبحنا نقر أمورا لم نكن نتصور يوما من الأيام أن نعيش في زمن تقر فيه تلك الأمور، وساهم في ذلك غياب الوعي والفكر والإدراك والتحليل لكل المواقف والأحداث، حتى أن غالبية الشباب يرددون عبارات ويقومون بتصرفات دون تفكير، بعد أن اختزلنا القدوة في السفهاء والموتورين وأصبحت القوى الناعمة التي كنا نعول عليها نشر أفكارنا في الماضي قوه غاشمة ظلامية تسير في ركب غياب الوعي ونشر الأفكار الهدامة والتطرف والبعد عن الوسطية في كافة الأمور.

 

زر الذهاب إلى الأعلى