قال “السنوسي إسماعيل” المتحدث الرسمي السابق باسم المجلس الأعلى للدولة الليبية ، إنه لاشك أن عقودا من الاستبداد والفساد الموروث من النظام السابق ، وما تبع سقوطه من حروب ونزاعات وانشغال الوحدات العسكرية والتشكيلات المساندة لها في الجيش الليبي شرقا وغربا في مكافحة الإرهاب وعصابات الجريمة المنظمة ، إضافة إلى التدخل الدولي السلبي في تخريب المسار السياسي ، الذي نهجته أطراف الاتفاق السياسي الليبي الموقع في الصخيرات المغربية ،تحت إشراف الأمم المتحدة أدى ذلك كله إلى فشل كل المبادرات لحلحة الأزمة الليبية.
وأضاف “إسماعيل” في تصريحات خاصة لــ ” وكالة وسط ” أنه برغم توصل العسكريين الليبيين إلى اتفاق وقف اطلاق النار، وما تبعه في ملتقى الحوار السياسي في جنيف وفشل إجراء الانتخابات في موعدها ديسمبر 2021 ، وتشكيل البرلمان الحكومة الليبية التي لم تسلم لها حكومة الوحدة الوطنية السلطة في طرابلس فبقت في بنغازي تعمل في الشرق والجنوب ، واكتفت حكومة الوحدة الوطنية بالسيطرة على طرابلس و غرب البلاد ، كل ذلك أيضا أدى إلى ترسيخ الانقسام السياسي ، وتسبب في حالة الانسداد التي تعيشها البلاد .
وأشار “إسماعيل” إلى أن المبعوث الأممي لحل الأزمة الليبية عبد الله باتيلي لم يكن جادا في دعم التوافق الوطني الليبي ،الذي تحقق بعد التعديل الدستوري الثالث عشر وما انبثق عنه من لجنة 6+6 التي انجزت القوانين الانتخابية بالتوافق بين مجلسي النواب والدولة حسب الإتفاق السياسي ثم أصدرها مجلس النواب لتكون جزءا من التشريعات الليبية ، ومن ضمنها حسب المادة 85 تشكيل حكومة موحدة وجديدة ، تكون مهمتها الدعم والاشراف على المفوضية العليا للانتخابات لإجراء الانتخابات الرئاسية والتشريعية .
وذكر “إسماعيل” أنه لتلك الأسباب ، فإن حل الأزمة السياسية الليبية ، يكمن في دعم مجلس الأمن والدول الإقليمية لاسيما مصر وتركيا التوافق الممكن الذي تحقق بين مجلسي النواب والدولة والضغط على كل من يعرقل تنفيذ القوانين الإنتخابية ، لكي تطلق المفوضية العليا للانتخابات ، صافرة بداية السباق الإنتخابي .
يأتي ذلك تعليقا على الجولات المكوكية ، التى أجراها المبعوث الأممي إلى ليبيا عبد الله باتيلي بين الفرقاء السياسيين في شرق وغرب البلاد لإنعاش مبادرته لحل الأزمة ، عبر حوار ليبي- ليبي، بدا أنه يصطدم بتمسك ساسة ليبيا بشروطهم خصوصا رئيس مجلس النواب عقيلة صالح، الذي يصر على شرط تشكيل حكومة وحدة ، تقود البلاد إلى انتخابات رئاسية وبرلمانية، تنهي انقساما استمر لأكثر من عقد ، ويبدو أن مبادرة باتيلي قد غرقت في رمال ليبيا .