مقالات

الجيش الليبي يضع الخطوط الحمراء في مواجهة أزمة «أزواد مالي»

كتب عبدالرحيم التاجوري:

الفوضى الأمنية تُحيط بليبيا البلد الذي يعاني من خلافات سياسية وفوضى أمنية وغياب واضح لسلطة موحدة مع إستمرار الفشل في إجراء إنتخابات رئاسية حرة ونزيهة على خلفية سيطرة الميليشيات في الغرب على مقاليد السلطة الفعلية خاصة مع تطلع الشعب الليبي لتلك الانتخابات منذ سقوط حكم الزعيم الراحل معمر القذافي عام 2011.

إذن الفوضى الأمنية والسياسية في دول الجوار الليبي تهدد الأمن القومي، وستقود إلى إشعال المزيد من الفوضى وهو ما تسعى القوات المسلحة العربية الليبية لتفاديه في الوقت الحالي.

فمن جهة الغرب الجنوبي نجد السودان غارق في حرب أهلية بين قوات الجيش السوداني بقيادة عبد الفتاح البرهان وقوات الدعم السريع بقيادة محمد حمدان دقلو، وفي الجنوب نجد تشاد التي تعاني من خلافات ومناوشات مستمرة بين المجلس العسكري الإنتقالي بقيادة محمد إدريس ديبي وجبهة التغيير والوفاق التشادية، ناهيك عن الفوضى الأمنية والسياسية في النيجر التي شهدت إنقلاباً عسكرياً في يوليو 2023، كل هذه التهديدات تجعل الحدود الليبية في خطر دائم وعلى صفيح ساخن.

إلى جانب التهديدات التي تحيط بالحدود الليبية، ظهر تهديد جديد من جانب دولة مالي والتي تشهد خلافات سياسية وعسكرية شديدة مع حركة أزواد شمال مالي. حيث أعلنت الحركة الوطنية لتحرير أزواد في ابريل 2012 إستقلالها عن مالي، إلا أن هذا الإعلان لم ينل أي إعتراف دولي أو إقليمي وظلت المناوشات العسكرية بين الطرفيين قائمة حتى عام 2015.

وفي مارس 2015 وبعد جولات ومفاوضات ماراثونية وقعت الأطراف المالية المتنازعة في شمال مالي، بالعاصمة الجزائرية بالأحرف الأولى على اتفاق سلام ومصالحة تحت إشراف فريق الوساطة الدولية وذلك بعد سبعة أشهر وخمس جولات من المفاوضات الطويلة والشاقة.

وجاء نص وثيقة الإتفاق على دعم مصالحة وطنية حقيقية وإعادة بناء الوحدة الوطنية لدولة مالي على أسس مبتكرة تحترم سلامتها الترابية وتأخذ بعين الإعتبار التنوع العرقي والثقافي للبلد إلى جانب الدعوة إلى تحقيق السلم والإستقرار، وضرورة مكافحة الإرهاب والجريمة المنظمة العابرة للأوطان.

إلا أن هذه الإتفاقية لم يتم تنفيذ بنودها والإلتزام بما جاء فيها، وأعلن المجلس العسكري الحاكم في مالي في يناير 2024 إنهاء العمل بإتفاق السلام الذي ترعاه الجزائر.

لتبدأ سلسة من الفوضى الأمنية شمال مالي وهو ما يهدد أمن دول الجوار بما فيها الجزائر والنيجر وليبيا، خاصة مع إعلان المجلس العسكري الحاكم في مالي عن تنفيذ خطته والرامية لتهجري أهالي أزواد نحو الجزائر وليبيا

ومن نافلة القول فإنه مع تزايد تلك المخاطر والتهديدات تظل القوات المسلحة العربية الليبة بقيادة المشير خليفة حفتر ركيزة أساسية لحماية أمن ليبيا داخليا وخارجيا ضد أي تهديد خاصة مع تفاقم الأزمات على حدودها، وزيادة الاحتمالات الخاصة بنزوح جديد من الأزواد باتجاه الحدود اللليبية.

زر الذهاب إلى الأعلى