خاص – وكالة AAC الإخبارية
المحلل السياسي والعسكري محمد الترهوني يكتب..
تحولت قاعدة الوطية، منذ انسحاب الجيش الوطني الليبي منها، في منتصف العام الماضي، إلى ما يشبه «الخلية الغامضة» التي لا يعرف أحد ما يدور بداخلها باستثناء الأتراك فقط الذين احتلوها، حتى الجماعات الليبية المتطرفة التي تقوم بحراسة الطرق المؤدية لهاـ الموالية لأبي عبيدة الزاوي المعروف بانتمائه لتنظيم القاعدة والمدعومة سياسيا من خالد المشري، رئيس مجلس الدولة الاستشاري، العضو في تنظيم الإخوان الدولي ـ لا يتجاوزون نقاط تمركزاتهم المحددة لهم سلفا من الأتراك، ولا يعلمون شيئا حول ما يحدث داخل القاعدة.
المصادر القريبة، أشارت إلى ازدياد حركة الطيران العسكري التركي المحمل بأفراد وتجهيزات قادمة إلى الوطية، خلال الفترة الأخيرة، التي أعقبت سقوط تنظيم الأخوان في تونس في 25 يوليو الماضي.
كما شهدت ذات الفترة، تزايد في حركات الطيران المسير، الذي بات ينطلق إلى مناطق الحدودية الليبية التونسية، وقد أكد مصدر بالقوات المسلحة التونسية- رفض الكشف عن هويته- أن أجهزة الرادار التونسي ترصد يوميا منذ 25 يوليو ما يقارب 20 طلعة جوية، كلها تقوم بها طائرات بدون طيار تنطلق من قاعدة الوطية.
كما رصدت بعض المصادر المحلية القريبة من القاعدة، خروج أرتال ليلية لمجموعة حافلات تسير دون إنارة كاشفة باتجاه المناطق الحدودية، وهو ما اعتبرته بعض المصادر، عمليات نقل إرهابيين نحو الحدود مع تونس.
ولم تمض فترة حتى أعلن الأمن التونسي القبض على إرهابي قادم من ليبيا لغرض اغتيال الرئيس التونسي قيس سعيد، وهي المحاولة الوحيدة التي كشف عنها الأمن التونسي حتى الآن، بعدها بفترة قصيرة ضبطت أجهزة الحدود التونسية مجموعة من السوريين بينهم نساء وأطفال عبروا الحدود من ليبيا.
وتأتي هذه الأنشطة في ظل توتر العلاقات بين طرابلس وتونس على خلفية تصريحات أدلى بها الإخواني خالد المشري، وصف فيها انتفاضة الشعب التونسي على الإخوان بأنها “انقلاب على الديمقراطية”.
التحركات الإرهابية الأخيرة لاستهداف تونس، تؤكد الارتباط الوثيق بين داعش وتركيا التي تعمل منذ أحداث سوريا في مارس 2011 على توظيف المد الإرهابي في تحقيق مصالحها الضيقة، هذا الارتباط كشف عنه أحد قيادي داعش المنشقين، الذي قال:” كانت الأموال تُسلم إلينا عبر المخابرات التركية في مناطق ديار بكر الحدودية، وكانوا يغضون الطرف عن تسللنا من الأراضي التركية إلى السورية”.
كما كشف “سادات” زعيم العصابة التركي المنشق عن علاقة وثيقة تربط أردوغان بقيادات تنظيم داعش وفق القواعد المصلحية.
السؤال الكبير هنا، هل مصادفة أن يتزامن النشاط التركي المحموم في قاعدة الوطية مع قيام داعش بعمليتين انتحاريتين الأولى في «زلة» الليبية استهدفت حاجزا أمنيا للقوات المسلحة الليبية، والثانية استهدفت عددا من الجنود الأمريكيين قرب مطار كابل راح ضحيتها عدد من الأبرياء والجنود الأمريكان؟.
السؤال الأخر الذي لا يقل أهمية، هل باتت قاعدة الوطية والوجود التركي في مناطق غرب ليبيا يشكلان تهديدًا للأمن الإقليمي والدولي في المنطقة؟