خاص- وكالة AAC الإخبارية
رئيس تحرير صحيفة الموقف الليبي “ناصر سعيد” يكتب
مشاريع استعمارية في ليبيا..
مشاريع جرى إعدادها في غرف المخابرات الغربية من أجل إغراق المنطقة العربية في الدماء والفوضى والتخريب، وتفكيك دولها الوطنية وكسر روح المقاومة وكبح انطلاقة شعوبها نحو التقدم بعد الاستقلال الوطني.
نتائج ما حدث في ليبيا أكدت تلك الحقيقة التي أخفتها حملات إعلامية عربية وأجنبية مكثفة ومدروسة بعد أن تحولت إلى ساحة تعبث بها أجهزة الدول الأجنبية.
مهما كانت نوايا البعض حسنة إلا أن ذلك لا يعفي متصدري المشهد السياسي الليبي من الوقوع في مطب الغباء والمكابرة والتواطؤ الذي يؤدي لاستمرار المؤامرة وترسيخ نتائجها دون القيام بمراجعة لحقيقة ما جرى بدل الاستمرار في تمديد عمر الأزمة والبناء عليها، وهذا ما قاد نحو الفشل ومكن العصابات والميليشيات من السيطرة على مقدرات الوطن!!
فالحديث في إنشاء إقليم طرابلس الغرب وإعادة إحياء مخططات استعمارية وضمن المشاريع الإخوانية التي اعتدنا على مجابهتها في أشكالها المختلفة، وهو مشروع يهدف إلى إرجاع ليبيا إلى دائرة التقسيم عبر إحياء سيناريو الأقاليم بحجة حقوق الأقاليم والمحاصصة والذهاب في رسم حدودها ووضع التصورات لها كما حدث مؤخرا من خلال مكتب دعم السياسات برئاسة مجلس الوزراء (حكومة الوحدة الوطنية) عندما اجتمع أكثر من خمس وعشرين شخصية يدعون تمثيل البلديات وأعيان بعض المدن بالمنطقة الغربية.. مما يدعو إلى التصدي له وإسقاطه، وعلى القوى الوطنية انطلاقا من إيمانها العميق بوحدة ليبيا وسيادتها أن ترفض أي محاولة يجترها البعض في خلق مسميات جهوية تمس بوحدة الوطن وترابه وهوية شعبه الواحد التي كانت عبر التاريخ، وجسَّدها كفاح ونضال الأجداد والآباء في معارك وطنية ضد الاحتلال شارك فيها الجميع من كل المناطق والمدن الليبية سجلت وحدة الدفاع عن الوطن وأن ليبيا واحدة شعبا ومصيرا، وهذا ما يجعل كل محاولة لبث الفرقة والتجزئة وزعزعة الاستقرار مرفوضة، ولا ينطلي على الليبيين ما يسوقه الأعداء من حجج واهية وكلمات حق أريد بها باطل حول الحكم المحلي والحقوق ..الخ .
ما زالت الفرصة كبيرة أمام الليبيين في إنقاذ بلدهم رغم التدمير الممنهج على مدى عشر سنوات ولم يتمكنوا من الانتهاء منها نتيجة صلابة وقوة البناء للدولة ومؤسساتها وتماسكها على مدى أربعين عاما في كل المجالات التنموية الاقتصادية والاجتماعية والعلمية.
عشر سنوات من الطرق على الصوان ولم يتمكنوا من إخفاء ليبيا، لصلابة شعبها وإيمانه بقضيته ووطنه وإدراكه للحقيقة، طال الزمن أم قصر سينتصر في معركة تحرير إرادته، الظلم لا يدوم والبناء الهش الذي يعتمد على ميليشيات إجرامية وحفنة عملاء مرتبطين بالخارج ومرتزقة مشهد وحالة غريبة على المجتمع وشاذة لا تدوم، فكلما استمر العبث كلما قربت ساعة النصر.