ليبيا

«أشرف بلها»: ليبيا دولة «فاشلة ومنهارة» وهدفًا سهلًا للأطراف الدولية

اعتبر رئيس حزب تجمع تكنوقراط ليبيا أشرف بلها أن ما يحدث في طرابلس وغيرها هو جزء من تشكل المشهد السياسي الليبي الذي دأب على التطور في هذه الطريقة من 2011، ومع كل عام يزداد الانقسام وعدد الأطراف المتنازعة على الساحة، مشيرًا إلى أن هناك شيئًا ضَرُورِيًّا ينظر له باهتمام ودقة، وهو أن المشهد السياسي الليبي متعدد المراكز السياسية وقد يتكون من عام 2011، بالتالي يسعى كل طرف لتقوية نفسه بالطريقة التي يراها.

وقال بلها  لقناة “ليبيا الحدث”: إن الخلاف مع مجلس الدولة شيء طبيعي؛ لأنه دائمًا يتجه للاتفاق مع مجلس النواب وهذا ما يبدو في الظاهر، لافتًا إلى أن التوافق لم يحدث لأن الخلاف جوهري وليس بسيطًا، لكن السلطة التنفيذية في ليبيا على خلاف مع التشريعية.

وأشار إلى أن ما زاد الصراع قدوم المبعوث الأممي الجديد وظهور بوادر مسار للتفاوض من جديد أنتج عنه ربما حكومة أو انتخابات، بالتالي جميع الأطراف الطامحة للسلطة بدأت تحاول أن تكون في منظور البعثة الأممية من خلال أعمال أو مبادرات معينة أو تمركزت وتموضعت معينة تظهر أنها قوية على الساحة.

وبيّن أن كل الأطراف باستثناء قليلة تهرول لتكون المجموعة التي قد اختارها المبعوث الأممي، لتكون مسارًا جديدًا مشابهًا لمسار جنيف وال 75 السابقين.

واستطرد قائلًا: الأطراف الدولية لا تنظر إلا لمصالحها وربما في نيتها مساعدة الليبيين من باب المساعدة السياسية وخلق استقرار يخدم مصالحها، الصراع بين اليونان وتركيا على المياه الإقليمية قديم الأطراف الدولية التي تتصارع أضعفها فيما يخص الصراع الإقليمي؛ لأن ليبيا دولة فاشلة ومنهارة وتعتبر هدفًا سهلًا، أصبحنا الحلقة الأضعف في الصراع الإقليمي على الثروات والنفوذ والأمن والهجرة وغيره.

وأكد على أن عبد الحميد الدبيبة ليس طرفًا راغبًا في مغادرة المشهد، ويريد أن يكون طرفا سياسيا وسيكون أحد أطراف الحوار القادم إن كانت البعثة منطقية في اختياراتها، مضيفًا: نحن في التجمع نعتبرها فاشلة، وما يقوم به بالتيلي نفسه الذي كان يقوم به سلامة وهو تكرار لنفس عمله.

ونوّه إلى أنهم أكثر طرفا تباحث مع الأطراف الموجودة في الساحة السياسية والسفراء وممثلي الأطراف الأجنبية في ليبيا وكل الأطراف الليبية والدولية تدعي أنها تريد انتخابات، لكن كلها لا تعمل بجد من أجل الوصول للانتخابات، مبينًا أن المناورة في موضوع الانتخابات موجود بين الأطراف الليبية لكن لا يوجد مناص من إجراء الانتخابات وإلا قد تنزلق البلاد لحرب أهلية.

وتابع: المشهد السياسي مجزأ في المنطقة الغربية وشبح الحروب بدأ نادرة الحدوث لكن الآن التوجه لتشكيل قوة سياسية حتى قادة لتشكيلات العسكرية بدؤوا يتجهون لممارسة السياسة أو يتدخلون في المشهد السياسي ليكونوا جزءًا منه، القرار في ليبيا أصبح صعبًا جِدًّا وليس قرار ليبي بحت، الأطراف الدولية تؤيد عمل لجنة 5 + 5، فتح المجال للسجال السياسي بدل النزاع العسكري الأطراف في المنطقة الغربية تفهم هذه الرسالة، وبدأ الكثير من الأشخاص في طرابلس وبعض السياسيين في تشكيل أحزاب سياسية.

بلها شدد على أن الانقسام السياسي سيؤثر سلباً على أي خطوة إيجابية تخدم مصلحة الشعب الليبي، بالتالي الجميع يتمنى من الأطراف الليبية أن تعرف بأن نتائج خلافها ستعود على الشعب والمفروض تقلل وتخفف من حده الصراع؛ لأن توحيد المؤسسات السيادية يعزز تقديم الخدمات للمواطن وهذا مهما.

وأوضح أن الموقف الدولي منقسم الاتجاهين موقف الدول الدائمة العضوية في مجلس الأمن والدول التي معها ودول إقليمية والمؤثر الدولي في مجلس الأمن منقسم نتيجة الأزمة الأوكرانية ورفع درجة العداء ضد روسيا والصين ما انعكس على الأزمة الليبية.

ولفت إلى أنه من الأساس العملية الديمقراطية التي تحدث الآن في ليبيا وهي الانتخابات وتداول السلطة الأداء الوحيد لها هي الأحزاب والمكونات السياسية ومنظمات المجتمع المدني ووجود أحزاب، رغم عدم إيمان الكثير بدورها للآن لا بد من وجودها ليتم إنجاز العملية السياسية.

وفي الختام رأى أن وجود الأحزاب يخفض من المد القبلي والجهوي داخل المشهد السياسي الليبي، لكن يجب الاعتراف بأن الأحزاب وقواعدها الشعبية ما زالت ضعيفة وغير مدعومة. بحسب قوله.

زر الذهاب إلى الأعلى